تعترض طريق الحياة الزوجية العديد من المشكلات والمصاعب والمعوقات، ويجد الزوجان نفسيهما في قلب معترك شديد الخطورة مع كل أزمة تواجههما، لكن الحقيقة أنه طالما حافظ الزوجان على تماسكهما في علاقتهما يستطيعان التغلب على هذه الرياح العاتية، أما الخطورة الحقيقية فهي تكمن في أن يبدأ كل طرف منهما في تفريغ شحنة الغضب المكبوت والضغط المتزايد في الطرف الآخر من خلال تحميله المسؤولية وإلقاء كامل التبعة على عاتقه.
ويقع الأزواج في كثير من الأحيان في هذا الفخ، عندما يكون الزوج تحت ضغط كبير يبدأ في الشعور بأن كل تصرف أو حديث يصدر عن زوجته بمثابة إستفزاز له يصب المزيد من الزيت على النار بالنسبة له، وكأن الزوجة لا تفعل شيئاً في حياتها سوى أن تكون مصدر إزعاج له.
لكن في الوقت نفسه يمكن للزوجة أن تتعرف على الطريقة السليمة والأسلوب الصحيح الذي يضمن لها ألا تكون مصدر إزعاج لزوجها وألا تكون عاملاً من عوامل الضغط عليه، وحتى تتوقف الزوجة عن كل شيء يمكن أن يكون مثيراً للإزعاج لزوجها يجب أن تفكر أولاً مع نفسها في هذه الأمور بشكل جاد.
في البداية من الضروري أن تضعي يديك على مكان المشكلة بالتحديد حتى تستطيعي أن تتفادي إستفزاز زوجك فيما يتعلق بهذا الموضوع، وهذا التحديد يستلزم معرفة الأهداف والتوقعات بشكل جيد فقبل أن تبدأي في مناقشة زوجك أو التعليق على تصرفاته وردود أفعاله يجدر بك أن تفكري قليلاً في ما يتعوقه هو منك وما ينتظر أن يسمعه.
إحذري من رفع صوتك خلال الحديث مع زوجك مهما كان لديك تصور بأنك صاحبة الرأي الصواب وأن زوجك يرتكب أخطاء، لأن رفع صوتك بهذه الصورة ستكون له تداعيات وخيمة حيث سيتبنى زوجك الموقف الدفاعي بصورة تلقائية ويشعر بالحقد الداخلي عليك ويتمنى أن ينال منك مع أول فرصة قديمة، وتزداد خطورة هذا الأمر عندما يكون علو صوتك في وجود أي شخص آخر حتى لو كان في حضور الأطفال.
إقبلي بمساحة التوافق المشتركة وهذا القبول معناه أنك لابد أن تكون لديك القابلية لتقبل الرأي الآخر وألا تصادري على زوجك في الحديث وتحرميه من حقه في التعبير عن رأيه أو سخطه وإستيائه، على أن تكونا متفقين أنتما الاثنان على أن مرحلة دراسة القرار من الممكن أن تشمل إبداء كل رأي لكن بمجرد إتخاذ قرار محدد لابد أن تلتزما معاً بتداعيات ومقتضيات هذا القرار.
من الضروري أن تطوري مهارات التكيف في شخصيتك حتى تستطيعي أن تكوني أكثر قدرة على فتح قنوات تواصل إيجابية مع زوجك وأن تحاولي إكتساب خبرات من الحياة حولك وإستغلال كل العوامل المحيطة سواء الدائمة أو الطارئة في تخفيف كل الضغوط التي تعترض طريق حياتكما الزوجية.
يجب أن تستعيدي كل فترة التفكير في أساس المشكلة أو الأزمة حتى لا يجرفكما التيار بعيداً عن جوهر التحدي الذي يعترض طريقكما لأن الأيام عندما تمر قد تتصوران أن السجالات المتبادلة والمشاعر المكتومة هي الأصل في الموضوع مع نسيان أساس المشكلة.
المصدر: موقع رسالة المرأة.